دماء فتاة
ولد لعائلة ابنة جميلة جداً ومع أن هذه العائلة الصغيرة كانت تسكن فى بلد
مسيحى لكن والديها أرادا أن يبعدا ابنتهما عن أى أمر يخص الله، عاشت ابنتهما
سنينها الأولى ولم تعرف أى شئ عن الله وكأن الله غير موجود، وفى أحد الأيام طلبت
الأم من ابنتها أن تذهب الى الدكان لتشترى لها شيئاً، ذهبت الفتاة الى الدكان وفى
طريق عودتها سمعت صوت ترنيم جميل خارجاً من أحد الكنائس الصغيرة فاقتربت الفتاة
ودخلت لترى ما يحدث، كان هناك صف لمدارس الأحد فبعد الترنيم وقف أحد معلمى مدرسة
الأحد وتكلم لـلأولاد عن الرب يسوع وكيف كان يعمل العجائب ويشفى الناس، وكيف كان
يحب الجميع ومن محبته لكل واحد منا أخذ مكاننا على الصليب ومات ليخلصنا من الخطية.
احبت تلك الفتاة ما سمعته عن الرب يسوع ولم تشعر بالوقت الذى يمر، بل لدى
سؤال مدرس مدارس الأحد ان كان أحد يرغب فى أن يصلى رفعت يدها، وصلت صلاة بسيطة
للغاية معبرة عن محبتها لصديقها الجديد الذى ابتدات تحبه.
لدى انتهاء مدرسة الأحد احست تلك الفتاة الصغيرة انها تأخرت عن البيت
وابتدأت السماء تمطر بغزارة وبدون شك قد قلق عليها والديها، وصلت الفتاة الى البيت
وقد بلل المطر جسدها كله فما دخلت البيت حتى رأت وجه والديها الغضوب، حاولت تلك
الفتاة أن تطلب السماح قائلة: انا متأسفة يا ماما لكن فى طريق عودتى سمعت صوت
موسيقى خارجاً من الكنيسة فدخلت وسمعت قصة جميلة عن الرب يسوع وطلبت منه ان يدخل
قلبى اذ أحببته جداً. لدى سماع والدها ما قالته انقض عليها فاقداً وعيه ومستسلماً للشتائم
والتجديف اذ لم يقدر على ضبط نفسه أخذ حزامه وبدأ يضرب تلك الفتاة الصغيرة من غير
وعى بينما الأم تصرخ بصوت عالى حتى وقعت ابنتها على الأرض مغمى عليها.
لمدة يومين كانت تلك الفتاة الصغيرة طريحة الفراش وكانت الأم تحاول وضع بعض
المراهم على جروحها لمنع الإلتهاب بينما دموعها تملأ عينها لما حصل لإبنتها لكن فى
صباح اليوم الثالث أصيبت تلك الفتاة بحمى قوية وأخذت تهذى من شدة الحرارة ودعى أحد
الأطباء ولكن لم يكن من علاج بالرغم من كل المحاولات، اذ كانت تلك الفتاة تغيب
لفترات طويلة عن الوعى.
لكن فى مساء ذلك اليوم جلست تلك الفتاة على السرير ونادت على والدتها، لدى
سماع والدتها صوت ابنتها فرحت جداً ظناً منها ان ابنتها اخذت تتعافى، قالت الفتاة:
ماما، قالت والدتها:نعم يا حبيبتى، قالت: ماما هل يمكن أن تجلبى لى الفستان الذى
كنت ارتديه ذلك اليوم عندما ذهبت الى الكنيسة، اجابت الوالدة: لماذا يا حبيبتى لقد
أصبح ممزقاً وكان قد تبلل بالمطر وعليه بعض بقع الدم انى أنوى رميه، قالت الفتاة:
كلا يا ماما بل أريده بجانبى، فهل لكى أن تجلبيه لى؟ كررت الأم: لكن لماذا يا
حبيبتى؟ اقترب والد الفتاة من باب الغرفة و الحزن و الندم يرتسمان على وجهه لما
فعله بابنته الصغيرة، اغمضت الفتاة الصغيرة عينها وخفت صوتها، ولم تكن تعلم بأن
اباها يقف جنب الباب وأخيراً قالت: ماما ان ملاكاً قد جاء واخبرنى بانى قريباً
سأذهب الى السماء واحببت أن أخذ ذلك الفستان معى، لكى اخبر الرب يسوع بانى أيضاً
أرقت بعض الدماء محبة له.
أخوتى وأخواتى ، هذا السؤال لك ولى ولكل من يقرأ هذه
القصة ماذا نحن يا ترى فعلنا من أجله؟! :?: :!: