ولد الأنبا توماس وعاش سنوات شبابه في الفترة التي كان فيها البابا
أثناسيوس الرسولي جالساً على على عرش مارمرقس. وقد تنيح قديسنا العظيم في
عام 452 ميلادية. وإذا كان الأنبا شنوده رئيس المتوحدين قد تنيح عن عمر
يناهز 120 عاماً، فإن المراجع المتوفرة حتى الآن لم توضح السنة التي ولد
فيها الأنبا توماس، إلا أنه من الواضح أنه عاش حياة تزيد عن مائة سنة ولا
تتعدى مائه وثلاثون.
لذلك فإن الحقبة التاريخية التي عاشها شهدت ستة
من الآباء البطاركة بدءاً من البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي البطريرك
العشرين في بطاركة الكرازة المرقسية، والبابا الأنبا بطرس الثاني والبابا
الأنبا تيمثاوس الأول والبابا الأنبا ثيئوفيلوس ثم البابا الأنبا كيرلس
الأول أو الكبير الملقب ب "عامود الدين" وأخيراً البابا الأنبا ديسقوروس.
ان
مثلاً عالياً في حياة الجهاد والحكمة والمشورة الروحية حتى ذاع خبر قداسته
بين الملائكة والقديسين .
كان نموذجاً مضيئاً للطهارة والعفة
والجهاد المسيحي .
كان يتمتع بنقاوة القلب والبساطة الروحية التي هي
من سمات أهل البرية حتى قال عنه شيوخ البرية " أنه كان كاملاً في الفضائل
المسيحية" .
كان يعشق حياة الوحدة فكان لا يخالط أحد ... إلا أنه لم
يكن يبخل بالمشورة لأحد بل يستمع بنقاوة قلب وطول أناة بروحانية متدفقة
مملوءة نعمة وقداسة .
كان ذا مشورة روحية عالية في الفضيلة فكان
يتردد عليه من سكان جبل شنشيف المتوحدين ومنهم أبينا القديس الأنبا شنودة
رئيس المتوحدين وأبنائه .
كان طعامه مرة واحدة كل أسبوع وكان من بعض
البقوليات وقيل أنها من بعض الأعشاب بل هي مجرد سد الاحتياج وليس لإشباع
الجسد . فكان لا يهتم به كعادة الأباء السواح بجانب اهتمامه بالصلاة
وتفكيره المستمر في أورشليم السمائية.
وهبه رب المجد يسوع المسيح له
المجد سر عجيب في عمل الآيات والعجائب فكان يشفي المرضي من كل سقم ... وكل
ضعف ... وكل علة ... كما وهبه سلطاناً خاصاً علي الأرواح النجسة .
قال
عنه أحد أبناء القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وهو عائد من زيارته "
أنني عائد من أورشليم السمائية .. محمل بكل بركات " .
كان حافظاً
للكتب المقدسة مردداً إياها علي الدوام .
كان يحب الصلاة .. فكان
مثالاً عاليا لتأدية الصلوات بلياقة روحية .. إذ كان يصلي مزاميره بصوت عذب
، مسبحا ، مرتلا ، متهللا كل أوقات النهار . كما أنه كان لا ينام إذ يقضي
ليله كله في الصلاة والحديث مع رب المجد يسوع المسيح له المجد .
كان
مداوماً علي صلاة المزامير مردداً المزمور السادس "يا رب لا تبكتني بغضبك
.... "
وقد تأثر الأنبا توماس بأبينا القديس العظيم الأنبا أنطونيوس
في طريقته في الرهبنة فأحب حياة العزلة الفردية والصوم والتقشف إن التدريب
الأول والرئيسي في حياة الرهبنة والقداسة هو السكون ، بمعني التمتع بحياة
سرية مع رب المجد يسوع المسيح له المجد لا يدركها أحد ولهذا يصعب الدخول
إلي تفاصيل الحياة الخاصة للقديس والتي يعتبرها شركة بينه وبين رب المجد
يسوع المسيح له المجد فقط .
الذين اهتموا بكتابة سيرة القديس العظيم
الأنبا توماس السائح هم :-
- أبينا القديس العظيم الأنبا شنودة
رئيس المتوحدين .
- الأنبا ويصا تلميذ الأنبا شنودة الذي ذكر مختصرا
سيرته أثناء سرد سيرة معلمه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
-
الأنبا يوساب الناسك المعروف باسم الأنبا يوساب الكاتب الحكيم وهو الذي كفن
ودفن الأنبا توماس مع الأنبا شنودة وبعض الأباء الرهبان وهو من عادته أن
يهتم بأجساد القديسين وكتابة سيرتهم . وقد قال عنه القمص يعقوب مويزر "أنه
ربما يكون قد كتب سيرة الأنبا توماس " .
قال أبينا القديس
الأنبا شنودة رئيس المتوحدين لأبنائه عن أبينا القديس العظيم الأنبا توماس
السائح "اذهبوا ... واستفيدوا من بهاء جبل شنشيف لتعرفوا كيف تكون الفضائل
متكاملة في شخص القديس توماس كوكب جبل شنشيف " .
ما أحلي لقاء
القديسين ... حديث نوراني ونعمة غزيرة ... منسكبة في محضر الصلاة بينهم ..
وهكذا تميزت لقاءات رجال الله وبخاصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين مع
الأنبا توماس السائح .
بعد شهور قليلة من لقاء الأنبا توماس
بالأنبا شنودة إذ بينما كان الأنبا شنودة واقفا يصلي بجوار الحجر الذي
أمام مسكنه أن الحجر انشق إلي نصفين .
عندئذ تنهد الأنبا شنودة وقال
لقد عدمت شنشيف سراجها وعندما و عندما قال هذا أبصر رئيس الملائكة رافائيل
يشير إليه بيده ويقول : السلام لك يا خليل الله وحبيب القديسين هلم نستر
جسد الأنبا توماس فإن الرب وملائكته ينتظرونك وسوف تسمع الكلام الحلو .
فتبعه
وجاء إلي الدير وكان الوقت ليلا فصادف أخا يتلو المزمور 118 وهو المكون من
22 قطعة في صلاة الخدمة الأولي لنصف الليل ومن ضمنه ما جاء في القطعة
الثامنة في نصف الليل نهضت لأشكرك علي أحكام عدلك .
فقال له الأنبا
شنودة أتبعني ثم جاءوا إلي الأخ أخنوخ وكان شجاعا وقويا يردد المزمور
الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء .
فقال له الأنبا
شنودة اتبعني ثم حضر الأنبا شنودة ومعه الأخ أخنوخ إلي أنبا يوساب الكاتب
الحكيم ويتقدمهم رئيس الملائكة رافائيل فوجدوا الأنبا يوساب يتلو المزمور
القائل نحن نهضنا وقمنا و باسم إلهنا انتصرنا .
فقال الأنبا شنودة
للأنبا يوساب : السلام لك أيها الثمرة الطيبة اتبعني ثم دخل إلي المذبح
وصلي مع الأخوة الثلاثة ثم انطلقوا و رافائيل الملاك يتقدمهم حتى وصلوا إلي
باب المسكن المقيم فيه الأنبا توماس بغير سفينة كما قال لهم فوجدوه قد
تنيح .
فدخل الأنبا شنودة وهو ينادي بارك عليٌ فسمع المرتل داود
يقول مبارك الأتي باسم الرب فسجد للسيد المسيح ورتل مع داود النبي امتلأت
أفواهنا فرحا ولساننا تهليلا . ثم دعا الأنبا شنودة الأخوة وقرءوا عليه
طويلا وبعد ذلك كفنوه ودفنوه بتجهيز عظيم ورجعوا إلي الدير الغربي " دير
الأنبا شنودة " بغير سفينة لأن الملاك رافائيل كان ينير لهم الطريق .
وهكذا
تنيح الأنبا توماس بشيخوخة صالحة في 27 من شهر بشنس سنة 168 للشهداء .
بركة
صلواته و شفاعاته
تكون معنا أمين
أثناسيوس الرسولي جالساً على على عرش مارمرقس. وقد تنيح قديسنا العظيم في
عام 452 ميلادية. وإذا كان الأنبا شنوده رئيس المتوحدين قد تنيح عن عمر
يناهز 120 عاماً، فإن المراجع المتوفرة حتى الآن لم توضح السنة التي ولد
فيها الأنبا توماس، إلا أنه من الواضح أنه عاش حياة تزيد عن مائة سنة ولا
تتعدى مائه وثلاثون.
لذلك فإن الحقبة التاريخية التي عاشها شهدت ستة
من الآباء البطاركة بدءاً من البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي البطريرك
العشرين في بطاركة الكرازة المرقسية، والبابا الأنبا بطرس الثاني والبابا
الأنبا تيمثاوس الأول والبابا الأنبا ثيئوفيلوس ثم البابا الأنبا كيرلس
الأول أو الكبير الملقب ب "عامود الدين" وأخيراً البابا الأنبا ديسقوروس.
ان
مثلاً عالياً في حياة الجهاد والحكمة والمشورة الروحية حتى ذاع خبر قداسته
بين الملائكة والقديسين .
كان نموذجاً مضيئاً للطهارة والعفة
والجهاد المسيحي .
كان يتمتع بنقاوة القلب والبساطة الروحية التي هي
من سمات أهل البرية حتى قال عنه شيوخ البرية " أنه كان كاملاً في الفضائل
المسيحية" .
كان يعشق حياة الوحدة فكان لا يخالط أحد ... إلا أنه لم
يكن يبخل بالمشورة لأحد بل يستمع بنقاوة قلب وطول أناة بروحانية متدفقة
مملوءة نعمة وقداسة .
كان ذا مشورة روحية عالية في الفضيلة فكان
يتردد عليه من سكان جبل شنشيف المتوحدين ومنهم أبينا القديس الأنبا شنودة
رئيس المتوحدين وأبنائه .
كان طعامه مرة واحدة كل أسبوع وكان من بعض
البقوليات وقيل أنها من بعض الأعشاب بل هي مجرد سد الاحتياج وليس لإشباع
الجسد . فكان لا يهتم به كعادة الأباء السواح بجانب اهتمامه بالصلاة
وتفكيره المستمر في أورشليم السمائية.
وهبه رب المجد يسوع المسيح له
المجد سر عجيب في عمل الآيات والعجائب فكان يشفي المرضي من كل سقم ... وكل
ضعف ... وكل علة ... كما وهبه سلطاناً خاصاً علي الأرواح النجسة .
قال
عنه أحد أبناء القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وهو عائد من زيارته "
أنني عائد من أورشليم السمائية .. محمل بكل بركات " .
كان حافظاً
للكتب المقدسة مردداً إياها علي الدوام .
كان يحب الصلاة .. فكان
مثالاً عاليا لتأدية الصلوات بلياقة روحية .. إذ كان يصلي مزاميره بصوت عذب
، مسبحا ، مرتلا ، متهللا كل أوقات النهار . كما أنه كان لا ينام إذ يقضي
ليله كله في الصلاة والحديث مع رب المجد يسوع المسيح له المجد .
كان
مداوماً علي صلاة المزامير مردداً المزمور السادس "يا رب لا تبكتني بغضبك
.... "
وقد تأثر الأنبا توماس بأبينا القديس العظيم الأنبا أنطونيوس
في طريقته في الرهبنة فأحب حياة العزلة الفردية والصوم والتقشف إن التدريب
الأول والرئيسي في حياة الرهبنة والقداسة هو السكون ، بمعني التمتع بحياة
سرية مع رب المجد يسوع المسيح له المجد لا يدركها أحد ولهذا يصعب الدخول
إلي تفاصيل الحياة الخاصة للقديس والتي يعتبرها شركة بينه وبين رب المجد
يسوع المسيح له المجد فقط .
الذين اهتموا بكتابة سيرة القديس العظيم
الأنبا توماس السائح هم :-
- أبينا القديس العظيم الأنبا شنودة
رئيس المتوحدين .
- الأنبا ويصا تلميذ الأنبا شنودة الذي ذكر مختصرا
سيرته أثناء سرد سيرة معلمه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
-
الأنبا يوساب الناسك المعروف باسم الأنبا يوساب الكاتب الحكيم وهو الذي كفن
ودفن الأنبا توماس مع الأنبا شنودة وبعض الأباء الرهبان وهو من عادته أن
يهتم بأجساد القديسين وكتابة سيرتهم . وقد قال عنه القمص يعقوب مويزر "أنه
ربما يكون قد كتب سيرة الأنبا توماس " .
قال أبينا القديس
الأنبا شنودة رئيس المتوحدين لأبنائه عن أبينا القديس العظيم الأنبا توماس
السائح "اذهبوا ... واستفيدوا من بهاء جبل شنشيف لتعرفوا كيف تكون الفضائل
متكاملة في شخص القديس توماس كوكب جبل شنشيف " .
ما أحلي لقاء
القديسين ... حديث نوراني ونعمة غزيرة ... منسكبة في محضر الصلاة بينهم ..
وهكذا تميزت لقاءات رجال الله وبخاصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين مع
الأنبا توماس السائح .
بعد شهور قليلة من لقاء الأنبا توماس
بالأنبا شنودة إذ بينما كان الأنبا شنودة واقفا يصلي بجوار الحجر الذي
أمام مسكنه أن الحجر انشق إلي نصفين .
عندئذ تنهد الأنبا شنودة وقال
لقد عدمت شنشيف سراجها وعندما و عندما قال هذا أبصر رئيس الملائكة رافائيل
يشير إليه بيده ويقول : السلام لك يا خليل الله وحبيب القديسين هلم نستر
جسد الأنبا توماس فإن الرب وملائكته ينتظرونك وسوف تسمع الكلام الحلو .
فتبعه
وجاء إلي الدير وكان الوقت ليلا فصادف أخا يتلو المزمور 118 وهو المكون من
22 قطعة في صلاة الخدمة الأولي لنصف الليل ومن ضمنه ما جاء في القطعة
الثامنة في نصف الليل نهضت لأشكرك علي أحكام عدلك .
فقال له الأنبا
شنودة أتبعني ثم جاءوا إلي الأخ أخنوخ وكان شجاعا وقويا يردد المزمور
الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء .
فقال له الأنبا
شنودة اتبعني ثم حضر الأنبا شنودة ومعه الأخ أخنوخ إلي أنبا يوساب الكاتب
الحكيم ويتقدمهم رئيس الملائكة رافائيل فوجدوا الأنبا يوساب يتلو المزمور
القائل نحن نهضنا وقمنا و باسم إلهنا انتصرنا .
فقال الأنبا شنودة
للأنبا يوساب : السلام لك أيها الثمرة الطيبة اتبعني ثم دخل إلي المذبح
وصلي مع الأخوة الثلاثة ثم انطلقوا و رافائيل الملاك يتقدمهم حتى وصلوا إلي
باب المسكن المقيم فيه الأنبا توماس بغير سفينة كما قال لهم فوجدوه قد
تنيح .
فدخل الأنبا شنودة وهو ينادي بارك عليٌ فسمع المرتل داود
يقول مبارك الأتي باسم الرب فسجد للسيد المسيح ورتل مع داود النبي امتلأت
أفواهنا فرحا ولساننا تهليلا . ثم دعا الأنبا شنودة الأخوة وقرءوا عليه
طويلا وبعد ذلك كفنوه ودفنوه بتجهيز عظيم ورجعوا إلي الدير الغربي " دير
الأنبا شنودة " بغير سفينة لأن الملاك رافائيل كان ينير لهم الطريق .
وهكذا
تنيح الأنبا توماس بشيخوخة صالحة في 27 من شهر بشنس سنة 168 للشهداء .
بركة
صلواته و شفاعاته
تكون معنا أمين